الأحد، 12 أبريل 2015

كمال النقصان

يؤلمها قلبها اكثر من اى وقت مضى , لا تعلم لم....ربما باتت الحياه اكثر قسوه او ربما كثُرت الخيبات .حينما تصبح الحياه العاديه التى يراها البعض روتينا خانقا هى اسمى ما تطمح اليه, حينما تفتقر الى ابسط الكلمات ..حينما تشعر بان اسهل الامور اعقدها, وايسر الطرق ابعدها...ستشعر وكأنك تسقط فى بئر مظلم بلا نهايه او تغوص لاعمق اعماق البحار.. تحاول ان تتشبث بما حولك ولكن دون جدوى ...هناك شىء ما لم يكتمل بعد...ودائما هناك نقصان ...شىء ضل طريقه عنها كصغير ظبى شارد... وتساءلت هل من الممكن ان تكتمل الحياه بكل اشكالها يوما ما .. ثم عادت لتتساءل:  ما هى اشكال اكتمال الحياه؟
 وسافرت بذهنها الى تلك الأسرّه البارده, والغرف التى لا تنطفأ انوارها, والممرات الداكنه التى تنبعث من خلف جدارنها اصوات الآهات مع الصلوات... تذكرت تلك الاحلام البسيطه التى أبت ان تكتمل فى حين كانت بالنسبه لها حياه مشروعه وعامره...تذكرت الاراجيح الفارغه , والمقاعد الناقصه بالفصول , والاصوات الغائبه عن الافنيه, ودموع الامهات الحارقه...هى تعلم جيدا اسوأ ما قد يشعر به انسان على وجه البسيطه... ان تقف عاجزا امام ألم من تحب... ان تتجمد الكلمات بحلقك تأبى الخروج..أن تود لو انك تصرخ فتسمع كل الكائنات.
وهمس صوت بداخلها ...أنّى يحق لها ان تسأل عن كمال الحياه مع وجود هؤلاء؟ , ما ينقصها امام ما ينقص هؤلاء؟... ولكن على مايبدو انها خلقت كهيئه بنى جنسها ...نحن البشر.. من عجل...نتلذذ بحصر النقصان.. وانتظار الغائب .
وأحصت كم مره ضلت الطريق فوجدته  فى الجوار ليرشدها...وكم مره غاب من غاب وكان هو دائما وابدا هناك بانتظارها...قد تسمع صوته فى نصيحه من قلب صادق  وتشعر بجميل كرمه فى دعوه من قلب مخلص ويمكنها دائما ان تراه فى جميل خلقه ... قد يحدث فى الحياه ان تسقط فى بئر مظلم ولكنك حتما ستجده فى نهايه البئر ... وقد تتقاذفك امواج بحر ثائر ولكن من المؤكد انك ستجده كطوق نجاه ... حاول ان تطرق كل الابواب لن تجد الا بابه هو دائما الاسرع والاقرب
واحست بنهر من جحود يسرى بين ضلوعها وشىء من نكران الجميل ..وتساءلت اى كمال تبغى فى دنيا النقصان ؟ .. واجابت على سؤلها : من اراد الكمال.. فليبحث عنه ...من اراد الكمال فليبحث عن الله .

هناك تعليقان (2):