الأحد، 5 مايو 2013

ما وراء الكلمات


ها انا ذا أفتح عينى من جديد  بعد ان غازلتها اشعه دافئه كخيوط الحرير تغزلها الشمس خارج نافذه غرفتى فهى وكعادتها  افاقت قبلى ,اصوات العصافير على الشجيرات المتناثره فى فناء مدرسه مقابله اختلطت مع اصوات طلابها ... يبدو لى ان الجميع افاق ..الجميع استقبل يومه وعلىَّ ان استقبله انا الاخرى.
 ضيف جديد,تُرى اتحمل امل جديد ام حزن جديد؟ (سألت يومى قبل ان افتح له النافذه) ,ولبرهه من الزمن انتظرت الاجابه ..وكأنى ارى من احادثه رأى العين ..عندها رسمت شفتاى ابتسامه ساخره  وكأنها توقظ عقلى من غفوته ,وقررت اخيرا ان استقبل ضيفى.
 لم يكن استقباله بالامر الصعب فلقد استقبلت قبله ضيوفا كُثر على مدار خمس وعشرون عاما مضت ,لكن وصدقا كان لكل ضيف طعمه الخاص وطقوسه الخاصه ايضا.
كنت قد تعلمت قليلا من ضيوفى السابقين ان اتكلم لغتهم ...تلك اللغه الغامضه , لغه ما وراء الكلمات , اللغه التى تخاطبنى بها مرآتى فى كل مره انظر اليها وفى كل مره تبوح لى بسر يختلف عن سابقه , اللغه التى تهمس لى بها كأسى وانا ارتشف شاى الصباح, اللغه التى تقنعنى بها قطعه مخصصه من ملابسى بإن ارتديها هى وبالتحديد فى هذا اليوم.. من المؤكد ان هذه ليست صدف عابره فكل الاشياء تعمل بخطه ممنهجه تحكمها قوى خفيه قليل مننا يعلم بوجودها وقليل القليل من يجيد العمل بها ,اسماها اجدادى " المكتوب" واسميتها انا لغه الاشاره.
_انه يوم الاحد( همست لنفسى), كان على ان اذهب لحفل دُعيت اليه من قِبل احدى زميلاتى المقربات.. ساعات قلائل وانتهى كل شىء وعند خروجى استوقفتنى زميله اخرى_ تفاجأت بوجودها, لم تكن من المدعوين وانما أتت بها الصدفه_  لتخبرنى بأن ثمه مشكله  وانه يتوجب على ان اتفحص امرى لعلى اكون من الناجين.
 آه كنت قد نسيت هذه المسأله تماما.. فلماذا الان؟ وفى هذه الظروف اتذكرها؟ وبهذا الاسلوب المخيف؟ _ هذه لغه إذاً لمن يسمع ويعى_.
  فكرت كثيرا قبل ان أتحرى الامر فبهذه الملابس لا احب ان أستقبل جديد الاخبار , ولكنى صدعت لاوامر ضيفى وأمّنت على إشاراته وقررت ان اذهب واتفقد الامر....لأجدنى فى ورطه حقيقيه  !!
_شكرا ضيفى العزيز الآن وقد اوتيت سؤلى .. ها هو حزن جديد .
عدت لمنزلى وكلى أسى وألم .. هاهى مشكله جديده تدق بابى لم تكن ابدا بالحسبان ..حدقت بسقف الغرفه .. ترى ماذا عساى ان افعل ؟..استرقت السمع علّى اجد ردا او افهم اشاره...وإذ بالعنايه الإلهيه  تتغمدنى ...تلك القوى الخفيه التى تحرك الاشياء ...و اتانى الرد هذه المره من هاتفى الذى كان يحمل لى اشاره جديده   اشاره كانت كفيله بان تربط على قلبى و تسعد لى يومى هذا وايام عديده متتاليه.... ولكن ...اكان كل هذا ردا على سؤلى ام لانى ذهبت لهذا المكان فى هذا اليوم بالتحديد ليجمعنى بفتاه لم اكن اتوقع وجودها  لتذكرنى بأمر نسيته تماما,ام انها فى واقع الامر كلمات كونيه واشارات تُتـْبع !   ...على اى حال فقد زاد ايمانى بلغه ضيوفى واصبحت اكثر حرصا على الاستماع لها  واخبرنى ضيفى الاخير وقتها انه دائما ما توصف الامور بخواتيمها. 
هدى كمال  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق